ضغوط أمريكية وأممية على جبهة البوليساريو
أجمع مهتمون بقضية الصحراء المغربية على مستجدات خطيرة وخفية يجري الترتيب لها بعناية في دهاليس الأمم المتحدة، ذلك ما توحي به التحركات الأخيرة، التي تشهدها المنطقة، وتتجلى في الزيارة الاخيرة التي قام بها نائب وزيرة الخارجية الامريكي “هاريس” إلى مخيمات الصحراويين بتندوف، بموازاة مع زيارة مماثلة للمبعوث الأممي للصحراء في زيارة إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة، كما إلتقى نائب وزير الخارجية الأمريكي قيادة البوليساريو، بالإضافة إلى لقاء آخر جمعه بالسلطات الجزائرية، اعلن خلالها على ضرورة التوافق حول حل واقعي وفعال، الأمر الذي أغضب جبهة البوليساريو وأصدرت في شأنه بلاغا تضمن عبارات عنترية املتها عليه دون شك سلطات النظام الجزائري.
وحسب مراقبين فإن لقاء زعيم جبهة البوليساريو بالأمين العام للأمم المتحدة تضمن الرسالة نفسها التي حملها المسؤول الامريكي.
هذه التحركات، تبعتها خلال الأيام الأخيرة زيارة لوفد من الإتحاد الإفريقي، للسلم وإسكات البنادق، يبدو وكأن الأمر يصب في خانة البحث عن صياغة لمخرج تعده البوليساريو لمناصريها والمتعاطفين معها، الذين لا يجمعهم بها سوى إثارت النعرات والحرب، وهذه أمور قد فشلت فيه على جميع الأصعدة، حيث أصبحت معزولة سياسيا وديبلوماسيا، حيث وصل عدد السفارات والقنصليات بكل من مدينة الداخلة والعيون ما يفوق العشرون، أضف إلى هذا المناطق التي كانت تسميها بالمحررة لم تعد قادرة على الوصول إليها بعدما أعلنت خرق وقف إطلاق النار، وبعد تطهير معبر الگرگرات، مما جعل أغلب الصحراويين الذين كانوا يتخدون من هذه المناطق العازلة ملاذا لهم كلما ضاق بهم الأمر جراء تعسفات قيادة البوليساريو، ناهيك عن تربية المواشي بالنسبة لهم كمصدر عيش، مما حتم عليهم الوضع اللجوء إلى التراب الموريتاني، كعين بنتيلي و أزويرات وبئر أم أغرين، بالإضافة إلى هذا كله أن وحدات جيش جبهة البوليساريو لم يعد لها أي تواجد بهذه المناطق كالناحية الأولى والتي تتخذ من منطقة بن أعميرة مستقر لها، بالتراب الموريتاني، و الناحية السابعة بمنطقة السطل، أما الناحية الرابعة عند أصيبع السرايح، و الناحية الثانية جنوب بئر تيغيست، هذا بعد تشديد الخناق على تحركات مليشيات البوليساريو بتلك المناطق العازلة، مما فرض على البوليساريو، إخلاء تلك النواحي، وذلك بعد فشلها في خرق وقف إطلاق النار، الذي أصبحت معه تبحث عن مخرج.
وحسب مهتمين بملف الصحراء يرون بأن هناك إحتمال كبير عند قيادة الجبهة إقناع أنصارها بالعودة إلى وقف إطلاق النار مع التسويق لإعادة الإنتشار من جديد بعدما كانت قد أعلنت عنها خلال أحداث الگرگرات سنة 2017، محاولة بذلك ترتيب بيتها الداخلي الذي إنهار حسب محللين مرورا بأحداث 1988 إلى وقف إطلاق النار وخرقه بعد تطهير مبعر الگرگرات.
من جهة أخرى، يرى مهتمون ومحللون أن ضغوط الوفد الأمريكي على البوليساريو والجزائر ، التي تعيش إنتكاسة بسبب إثارة ملف المتابعات القضائية الدولية ضد رموز النظام مثل خالد نزار بسوسرا وغيره، ستدفع الطرفين إلى الدخول في مقايضة، كما هؤلاء المهتمون لم يخفون ضعف آلة حقوق الإنسان عند جبهة البوليساريو خلال الدورة 54 بجنيف كإدعائها بأن مناضليها محاصرين بالأقاليم الجنوبية من طرف السلطات المغربية، لكن شهادة المبعوث الأممي للصحراء الذي إستقبل موالين لطرح البوليساريو، خلال تواجده بالمنطقة شكل دليلا على الادعاءات الكاذبة لجبهة البوليساريو.
من جهة أخرى، يضيف مراقبون أن خروج غالبية سكان المخيمات خلال الأشهر الماضية في مظاهرات ضد جبهة البوليساريو، يشكل خروج الصحراويين عن سيطرة قيادة الجبهة، التي باتت تعاني ضغاطات داخلية وخارجية.