تداعيات الجيش الشعبي الصحراوي لا تزال تلقي بضلالها والوضع على كف عفريت
كشفت مصادر جد مطلعة من مخيمات الصحراويين بتندوف بالجنوب الغربي الجزائري ، عن تمرد من داخل ما يسمى بالجيش الشعبي الصحراوي، التمرد العسكري الذي تقوده الناحية الأولى بإلقاء نحو 80 مجندا سلاحه، يتمدد في اتجاه النواحي العسكرية الاخرى ، إنطلاقا من المنطقة التي تسمى بأگليبات العگاية، إلى الگرگرات معقل الناحية الأولى، مرورا بالناحية بالثانية التي تتخذ من منطقة التيفارتي مركزا لها، وصولا للناحية الثالثة بمنطقة ميجك، والرابعة بمنطقة أمهيريز، ثم الخامسة بالبئر لحو، أما السادسة، التي يوجد مقرها بالرابوني، والسابعة بأغوينيت، لأن هذا الجهاز الأمني الذي كان يهيء للإنقلاب على قيادة الجبهة، تم كشف مخططاته مما دفع زعيم الجبهة إبراهيم غالي إلى عدم تلبية مطالب ما يسمى جيش الناحية الأولى، في إشارة للتخلص من (الجيش) الذي أصبح يشكل خطرا عليه وعلى قيادته، بعدما تم تطهير معبر الگرگرات، ولم يعد
للنواحي العسكرية آثر او وجود بالمنطقة العازلة والتي تسميها البوليساريو بالأراضي المحررة، وكانت تتخذها النواحي مراكزا لها، بسبب الطائرات المسيرة المغربية ، التي أجبرت الجميع بأن يعود أدراجه إلى المخيمات.
فبعدما أصبح ( الجيش الشعبي الصحراوي ) ، بجانب القيادة، أصبحت مرغمة على البحث عن مخرج يجنبها شر الجيش الشعبي المتمرد ، الذي علمت أنه كان يسعى لتخليص سكان المخيمات من قيادة البوليساريو التي لا تزال تتمادى في سرقة المساعدات والتنكيل وقمع سكان المخيمات وخدمة حكام الجزائر واطالة امد الصراع .
الأمر الذي جعل غالبية المنتمين لجهاز الجيش الشعبي، يؤجلون إعلان تمردهم على قياة الجبهة، إلى حين نتيجة الخوف الذي ينتابهم، والطريق الذي سيسلكونه في حالة توقف كافة العاملين في الجيش الشعبي الصحراوي ومن مختلف النواحي.
وحسب أحد المهتمين بقضية الصحراء المغربية ، وشأن جبهة البوليساريو بؤكد بأن إحتمال نزوح جماعي لمقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي، أمر وارد، وسيكون في إتجاه الدولة الموريتانية، وهي خطوة تعتبرها البوليساريو هاجسا قائما لديها، و الإحتمال الثاني والذي يبقى مستبعدا نظرا للخوف من قصف الطائرات المسيّرة لهم في حالة إقدام الجيش الشعبي بالنزوح نحو الأقاليم الجنوبية للمملكة عبر الحزام الأمني وهي مغامرة معروفة النتائج بالنظر للتفوق العسكري المغربي برا وجوا .
وحسب أحد العارفين بخبايا جبهة البوليساريو، الذي أجزم أنه إذا توفرت أسباب التخلص الجيش الشعبي الصحراوي من خدمة قيادة الجبهة، التي أمضت خمسون سنة تتعامل معه كقطيع، فإنها نهاية قيادة البوليساريو.
وفي ظل هذه الاحداث لم يتأخر القيادي في جبهة البوليساريو البشير مصطفى السيد في وصف ما أقدم عليه إبراهيم غالي في حق الجيش الشعبي الصحراوي، واصفا قراراته بالخرقاء و ألاوامر الحمقى، مشيرا بأن زعيم الجبهة يتشاور ويتحاور مع منهم أقصر منه نظر ووصفه بأعمى البصيرة.
وأضاف في تدوينة له قائلا: يخيل للقائد الاعلى أنه يملك جيشا كلاسيكيا كبقية المجاورين عددا وعتادا، من جوية و بحرية وقوات خاصة وفضائية بمسيراتها وصواريخها البعيدة المدى.وان له من الاموال ما يستقطب به اي مستخدم في مهنة أخرى غير الجيش ويبسط تعويض اية خسارة ويمنح خاتم موسى لاشباع الصفوف و ملء المربعات في أية ساعة.
وقال البشير مصطفى السيد بأن القائد الاعلى أصدر أمره بعقد اجتماع على عجل لأركان الجيش كما سرب من حضر، لست ممن حضر ومنذ رحيل الرئيس محمد عبد العزيز، مستثنى من حضور ما يتعلق بالجيش والعلاقات بالجزائر لحكمة في رأس القائد، حسب وصف البشير مصطفى.
وأضاف في تدوينته: اعتقد ان فكرة تمرير القرار الأخرق مع تسريب خبر التجمع آتية من عمق دهاء أقرب المساعدين وأمين سر البطانة للإيحاء بان ذلك كان رأي الاركان.
متسائلا: هل كان على المقاتلين الشباب المحتجين على الفساد طاعة الامر والانصراف من الصف؟
ان طبقنا روح ومغزى القاعدة الفقهية التي تقول : لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق.
تبقى وضعية مخيمات تندوف فوق صفيح ساخن في وقت يتزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء ولعل عقد لقاء مشترك بين وزراء خارجية المغرب وغينيا بيساو ودولة ملاوي بمدينة العيون خير دليل .
صور لأعضاء من الجيش الشعبي حين تخلو عن عتادهم وأسلحتهم