الصراع الروسي الأوكراني ينتقل الى دولة مالي

المعركة التي وقعت أواخر يوليوز من هذه السنة، بين القوات المالية المدعومة بمقاتلين روس “فاغنر” وتحالف الحركات المسلحة المنضوية تحت إسم الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي، في عملية تينزواتن، والتي إتهمت خلالها الحكومة المالية الإستخبارات الأوكرانية بلعبها دور في المعركة العنيفة، التي إستمرت لثلاثة أيام قرب الحدود الجزائرية.
هذه الإتهامات جاءت نتيجة تصريح لمسؤول أوكراني حول الدعم المقدم للحركات المسلحة، مما دفع مالي إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا.
من جانبه، نفى الإطار الإستراتيجي تلقي أي مساعدة خارجية، خصوصا من أوكرانيا، وأكدت أنها قامت بالهجوم بشكل مستقل دون دعم مالي من أي جهة خارجية.
هذه الأحداث التي إعتبرها محللون بأنها جزءًا من تصاعد التوتر الحاصل بالمنطقة، الذي تسعى العديد من القوى الدولية من خلاله إلى تعزيز نفوذه بالمنطقة في ظل الصراعات القائمة داخل بعض دول الساحل.

ويرى باحثون في شأن دول الساحل والمنطقة أن ما حدث في تينزواتن، أنه يدخل في آطار محاولة الجيش المالي المدعوم بمقاتلين روس “فاغنر” السيطرة على بلدة تينزواتن الواقعة في شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر والتي كانت تعتبر معقلا للحركات الأزوادية.
فبالرغم من الخسائر البشرية التي عرفتها هذه المعركة، فإن المخاوف الدولية قائمة بشأن تصاعد العنف في المنطقة بين الحكومة المالية والإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي،

إلا أن تقرير صحفية ترى بأن الدور الأجنبي في الصراع قائم، والذي يزكيه حسب ذات المصادر هو دور روسيا الداعم للجيش المالي، بالإضافة إلى دور أوكراني في صف الإطار الاستراتيجي الدائم، وهو الأمر الذي جعل الكثير من المحللين يتحدثون عن صراع روسي أوكراني في المنطقة.
وبالنسبة للدور الروسي فهو واضح حتى وإن كانت الحكومة المالية تنفي حتى الآن وجود فاغنر، فرسميا يوجد جنود روس كمدربين في مالي، إلاّ أن معركة تينزواتن أثبتت وجودهم ومشاركتهم في المعارك.

أما الدور الأوكراني، فهو مختصر لحد الآن في تدريب مجموعة قليلة من المقاتلين التابعين للإطار الاستراتيجي الدائم على إستخدام أنواع من الأجهزة العسكرية والأمنية المتطورة وكان الجزء الأكبر من هذه التدريبات قد تم في منطقة “ألحنك” بولاية تودني وقادها ضابط أوكراني دخل المنطقة خفية عن طريق دولة إفريقية صديقة لمالي و الجزء الآخر تم خارج القارة، وهذا كله كان بتنسيق مبدئي من شخصية سياسية مالية رفيعة معارضة تعيش في الخارج، حسب المعطيات المتوفرة.

ورغم أن الإطار الاستراتيجي الدائم يحاول منذ الدقائق الأولى تسيير الموضوع بسرية تامة إلا أن المعلومات تتحول وبشكل سريع إلى الاستخبارات المالية وهذا إن دل على شيء فهو تغلغل المخابرات المالية في الحركات المسلحة لأن هذه المعلومات السرية تحدث عنها مدونين وصحفيين مقربين من جهاز الاستخبارات في مالي قبل حدوث معركة تينزواتن التي قادت الحكومة المالية إلى كشف ما عندها من معلومات أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة