هدف في مرمى الجزائر
جاء خطاب العاهل المغربي بمناسبة عيد المسيرة الخظراء، واضحا ومنسجما مع التوجه العام الذي حكم تدبير ملف قضية الصحراء المغربية لا سيما بعد سلسلة مواقف دولية مهمة وإجابية تصب لصالح المملكة المغربية.
العاهل المغربي الذي سبق له في عدة مناسبات أن وجه عدة رسائل مطمئنة للجانب الجزائري، وصلت حد إشارته في إحدى الخطب أن المغرب لن يكون مصدر شر إتجاه الجزائر.
بالمقابل، توالت سياسة الجزائر التي أساسها التعنت وإفتعال المشاكل من أجل تصديرها إلى المملكة المغربية، فلا تكاد تمر مناسبة إلا ويبتكر نظام العسكر بالجزائر ذرائع غريب إتجاه المغرب، فكان آخرها قضية التأشيرة، بالإضافة إلى إثارة قضية الصحراء في أي محفل إقليمي أو دولي، بإعتبار نظام الجزائر مهووس بتناول ملف قضية الصحراء.
كما أن الجزائر تعمل كل سنة على الرفع من ميزانية دفاعها، من أجل عرض عضلاتها، وإظهار عدائها للمغرب، الذي تمثل كذلك في محاولة حشد دول من المغرب العربي دون المغرب، من أجل إقحام زعيم حركة البوليساريو في تنظيمها الجديد، لعلها تغطي على هزائمها الدبلوماسية التي تلاحق الجبهة والجزائر، لكن الموقف الفرنسي الأخير حول قضية الصحراء، عمق نزيف آلة الجزائر الدبلوماسية.
بالاضافة إلى هذا خطاب عيد المسيرة الذي أكد الثابت في تدبير المغرب لهذا الملف حيث تم التأكيد
على إطار مبادرة الحكم الذاتي كحل يحظى بالواقعية والجدية، ويستطيع أن يترجم تطلعات سكان الأقاليم الصحراوية نحو ترسيخ جهوية مبنية على مؤهلة للمساهمة في تنمية حقيقية مستدامة، كل هذا سيساهم في كسر جميع محاولات بذور الفكر الإنفصالي.
وفي ذات السياق فإن نظام الجزائر يبدو أنه إستنفذ كل محاولاته منها أنه تلك التي يرددها كالببغاء وهي “غير معني بالصراع” بينما واقع الحال لا يقول ذلك، إلا أن ملك البلاد سمى الأمور بمسمياتها عندما أفصح بشكل مباشر عن مطامع النظام الجزائري في تحقيق منفذ نحو المحيط الأطلسي.
الشيء الذي يقبله المغرب في إطار المشروع الأطلسي، لعل الجزائر تتخلى عن شعاراتها التي أثبتت الوقائع هشاشة صمودها أمام صدقية المغرب في مبادراته ألاستراتيجية نحو بناء تحالف أفريقي من شأنه أن يضمن العيش الكريم لشعوب القارة الأفريقية من خلال بناء اقتصادي قوي يعطي للافريقيا مكانتها الحقيقية بين الأمم ويغير نظرة الغرب لهذه القارة التي وصفت بالحروب الأهلية والصراعات السياسية المجانية التي راح ضحيتها الكثير من شباب هذه القارة .
إذن الكرة في مرمى نظام الجزائر وهي فرصة ذهبية لتغيير الرؤية العامة لهذا النظام المطالب أن يجدد من فهمه للسياقات السياسية الدولية وما تتطلبه المرحلة الحالية في ظل تحولات دولية كبيرة .
على اعتبار أن التاريخ والسياسة يمكن تحريفها عكس الجغرافيا التي لا يمكن تغيير معالمها.
فالتكامل الاقتصادي والتعاون المجالي هو الذي وحد دول الاتحاد الاوروبي كقوة اقتصادية وعسكرية وسياسية بالرغم من اختلاف اللغة والعادات الاجتماعية بين شعوبها .
عكس دول الاتحاد المغاربي التي تتقاسم شعوبها تقاطع اللهجات والعادات وتتوحد غالبيتها الساحقة في دين واحد تصلي على قبلة واحدة.وتشهد شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدآ رسول الله
محمد الداودي