البوليساريو تعيش على صفيح ساخن

المحاولة الرابعة لتكسير قيود الاستبداد داخل قيادة بوليساريو تثير الرعب في المخيمات والجزائر. المحاولة الرابعة تحمل اسم «المبادرة الصحراوية من أجل التغيير» تحتلف عن سابقاتها في السياق والشكل، ولذلك فهمت قيادة بوليساريو والجزائر خطورة تمددها، فسارعت لمحاولة احتواء في الداخل، واستباق تمددها خارجيا في سياق دولي لن تنجح معه أقبين سجن ولد الرشيد، ولا الاغتيالات المعجونة في غبار الحرب.

 إعلان «المبادرة الصحراوية من أجل التغيير» نزل كالصاعقة على قيادة البوليساريو لان الغاية من هذه المبادرة حسب مصادر الجريدة هي القطيعة مع أساليب التسيير غير العادلة و التسلط و التحكم المنتهجة من طرف قيادة البوليساريو بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، وهي المبادرة التي تسلل بيانها إلى الشبكة العنكبوتية بجل المواقع أللالكترونية المقربة من جبهة البوليساريو،الشيء الذي دفع قيادة البوليساريو إلى عقد إجتماعات في السر و العلني من أجل إجهاض هذه المبادرة.

ولأن الجفاف الذي فرضته قيادة بوليساريو والجزائر على كل رأي حر كان قاسيا، فقد خلق الإعلان  جدلا واسعا  بين سكان المخيمات و غيرهم فمنهم من قال : «أرحب بالمبادرة و أتمنى أن نرى المزيد من المبادرات حتى نحصل على مجتمع مدني في المخيمات كخطوة نحو الديمقراطية»، ومنهم من علق قائلا:” اﻻمر متوقف على جدية المؤسسين و انفتاحهم على الشارع الصحراوي». و هناك من ابتهج هذه المبادرة ونعتها بنواة تفجير علبة المؤامرات على المحتجزين»، ومن قائل » عموما المبادرة جيدة كونها كسرت طابو الحزب الواحد و إن كانوا يدعون للخروج عليه، و لكنها خطوة في ذلك اﻻتجاه»، بينما من رأي في أصحابها بداية جدية لأن  :«‪ ‬لهم علاقات جيدة مع المجتمع الاسباني بحكم أنهم كانوا بمراكز قرار و احتكوا معه ولهم جنسية إسبانية »‪.‬

هذه جملة من الردود التي أعقبت صدور إعلان يتضح من شكله ومضمونه أنه كان واقعيا قياسا للظرفية التي يأتي فيها، فهو  لم يتضمن‪ ‬أية  عبارة  تحمل كلمة كل من :الإستقلال و تقرير المصير. و إن كان البيان  يصف الأقاليم الصحراوية بالمحتلة، كما أن بينهم يحمل إمكانية البحث عن دعم جديد من أجل حل متفاوض عليه  على أساس الشرعية الدولية‪.‬كما تضمن البيان عبارة “تعديل الخطاب السياسيبالإضافة إلى الجملة إيجاد سبل كفيلة تتيح التخلص من العرقلة التي تعاني منها قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، و مخطط السلام الذي تشرف عليه الأمم المتحدة‪.‬ كما ذكر البيان بالوضع المعقد للمشاكل السياسية و الاجتماعية التي تعيشها «القضية الصحراوية» و أيضا بالتغيرات العميقة في السياق الدولي.

البيان فتح الأفق المسدود الذي تفرضه بوليساريو والجزائر، وحمل انتقادا له ، حين طالب بالتفكير مليا من أجل البحث عن تصورات جديدة، واستراتيجيات وإجراءات محددة من اجل  تحقيق تقدم حقيقي باتجاه التوصل إلى حل نهائي‪.‬ كما أن البيان شدد على ضرورة التقدم بحلول للمشاكل، والسلوك الذي  يجب أن ترتكز على قيم الحرية، و العدالة و المساواة وقبل كل هذا و ذاك أن تظهر تلك القيم في الممارسات والسلوكيات المثالية لقادتها‪.‬

المحاولة الرابعة لكسر استبداد قيادة بوليساريو ووصاية الجزائر يأتي  بعد ثللاث مبادرات سابقة، أولها إنتفاضة 1988 والتي سميت  فيما بعد «بعصيان المكتب السياسي على اللجنة التنفيذية»، وهو المدخل الذي اتخذته قيادة بوليساريو لوأدها، حيث استعمل  الجيش والمخابرات العسكرية الجزائرية  للسيطرة على الوضع، وأمام هذا البطش، تراجعت المبادرة لكنها أثرت في بنية التشدد ، حيث انتقل مصطلة «مجلس قيادة الثورة»، بعد تدحرج ليظهر مصطلح الأمانة الوطنية.‪ ‬

المبادرة الثانية كانت  سنة 1997، حيث جاءت مبادرة «الغاضبين» أو يصطلح عليه باللهجة الحسانية (المكوعين)، هذه المبادرة التي كانت هي أيضا بقيادة ثلاثة أشخاص منهم  قائد ما يسمى بالناحية العسكرية الثالثة آنذاك «ايوب لحبيب»،  أنضم إله «أيوب لحبيب» البشير مصطفى السيد،الذي كان أنذاك ما يسمي بوزير الصحة إضافة إلى احمدو ولد اسويلم الذي كان يومها مكلف بالمشرق العربي، تعرضت للقمع بدورها.

و في سنة 2004  جاءت حركة خط الشهيد كحركة إصلاحية تكشف حركة إصلاحية جديدة داخل جبهة البوليساريو التي تنادي بضرورة التغيير في أساليب التسيير ومعالجة تصدع البيت الداخلي للبوليساريو ، هذه الحركة التي برز فيها المحجوب السالك الملقب بالجفافكمنسق عام للحركة وهو أكثر مسئوليها ظهورا في وسائل الإعلام.

و بتاريخ 05‪ ‬مارس 2011  خرجت حركة تسمى ب «شباب الثورة» ، و اعتبرت بصمة الشباب المحتجزين في تندوف  في الربيع العربي، التي  وصل مدها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين‪.‬ وظهرت أساليب جريئة في التعبير عن رفض أطروحة بوليساريو، بل رفعت الأعلام المغربية في الخيام، وأصاب تحركاتها التي وجدت طريقها لوسائط التواصل الاجتماعي، الهلع في صفوف قيادة بوليساريو التي استعانت بالمخابرات الجزائرية للسيطرة علي تمددها، وكان من نتائجها ظهور حركات احتجاجية علنية أمام ما يسمي بمقرات الوزرات، وأمام  بيت رعيم بوليساريو بتندوف.                   ‪
‬وكان ظهور هذه الحركة قد جاء نتيجة تفشي الفساد في قيادة البوليساريو و الحالة الصحية لزعيم الجبهة آنذاك،  الشيء الذي دفع بمجموعة من الشباب الصحراوي إلى تتبنى مبادرة إصلاحية ، بل ويتظاهر نشطائها علنا أمام مقر الرئاسة الصحراوية مطالبين بالإصلاح ، و تمت المطالبة العلنية برحيل النظام مجسدا في الرئيس عبد العزيز في تلك الوقت ، لكن تمت مواجهتها بقمع صارم واعتقالات بالجملة، وقادت إلي ظهور مبادرةالوحدة الوطنية ”  التي كان تأسيسها على شبكة التواصل الإجتماعي (الوات ساب)، قد تحول إلى تيار علني‬قبيل المؤتمر الرابع عشر للجبهة

عبد الكبير اخشيشن/ محمد سالم شافع

 

مؤطر

من هم أصحاب «المبادرة الصحراوية من أجل التغيير»

الحاج أحمد بارك الله، و هو أخ أحمد البوخاري ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة.

ولاد موسى، إبن عمه خداد موسى و هو منسق جبهة البوليساريو مع بعثة المينورسو.

حظية ابيهة، أخوه الرجل الثاني فيما يسمى وزارة الخارجية

الحاج أحمد بارك الله قام بزيارة لامه بمخيمات اللاجئين بتندوف في شهر 7 سنة 2017 حيث إستدعاه زعيم البوليساريو و عرض عليه منصب وزاري لكن هذا الأخير رفض .

خلال الأيام القادمة سيتم إستدعاء المتعاطفين و المنتمين للمبادرة إلى اسبانيا من أجل تنظيم تجمع كبير و تحديد الخطوط العريضة لخطة العمل.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة