قضية الصحراء ضبط النفس واجب،لكن من ترك الحزم ذل.

خلف تحرك “مجموعة صرخة ضد جدار” التابعة لجبهة البوليساريو و التي قامت قبل القرار السنوي الذي تصدره الأمم المتحدة حول قضية الصحراء، بناء خيام بالقرب من الجدار الأمني الذي أنشأه المغرب في بداية الثماننيات،و بالضبط بمنطقة “المحبس”،هذه المجموعة التي حركتها البوليساريو، و الإستخبارات الجزائرية في وقت إختارته قيادة البوليساريو لأنه مناسب لها و هذا شيء طبيعي، لأنها دائما تفتعل ذرائع لإثارة الرأي العام كلما إقترب صدور تقرير المنظمة الدولية حول قضية الصحراء،فالسنة الماضية كانت قضية “الكركرات” و قبلها كانت قصية حقوق الإنسان ،أما هذه السنة كانت البوليساريو تراهن على خلق حدث بالأقاليم الجنوبية منها محاولة خلق (الشغب بالداخلة) لكن لم يتأتى لها الأمر،لكنها إستطاعت أن ترسل مجموعة من الشباب إلى منطقة “المحبس” لتحريك الرأي العام و خلق نوع من الأمل بمخيمات تندوف عند اللأجئين الصحراويين، الذين ملوا عبيء أجواء و مناخ “الرابوني”،بالإضافة إلى العمل على إطمئنان الموالين و المتعاطفين مع جبهة البوليساريو بالأقاليم الجنوبية، و محاولة إمتصاص الغاضبين بمخيمات اللأجئين و طمس معالم الإحتقان الإجتماعي هناك، كل هذا شكل ضجة كبيرة بالمنطقة، و بدأت الأقلام تخط (خربشاتها)هناك  و هناك تحمل  عناوين مخلتفة منها “قرع طبول الحرب” و هلم جرا، لكن المتتبع لقضية الصحراء يجد أن هذا كله ما هو إلا محاولات تقوم بها جبهة البوليساريو لعلها تتصيد “خطأ سياسي”. لكن هذه الأمور أصبحت معتادة منذ سنوات قبل صدور أي قرار تتشكل عند جبهة البوليساريو (مناورات) من أجل خلق جدال لعله يؤثير على القرار.
و في ظل هذا الوضع كان الرد المغربي موازي تمثل في قيام الممثل الدائم للمغرب لدى الامم المتحدة السيد عمر هلال، حين وجه  رسالة الى رئيس مجلس الامن، غوستافو ميازا كوادرا، تفيد أن تحريك أي بنية مدنية أو عسكرية أو إدارية أو أيا كانت طبيعتها ، من طرف “البوليساريو” ، من مخيمات تندوف في الجزائر، إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية، يشكل “عملا مؤديا الى الحرب”.

و تضيف الرسالة أن “هذا العمل غير القانوني للأطراف الأخرى، يهدد بشكل خطير المسلسل السياسي الأممي الذي يعمل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص، دون كلل، من أجل إعادة إطلاقه. فبانتهاكاتهم المتكررة، يقول، والتي تمتد الآن إلى عدة مناطق شرق الجدار الأمني الدفاعي في الصحراء المغربية ، تهدد الأطراف الأخرى بشكل جدي أي فرصة لإعادة إطلاق العملية السياسية “.

كما تؤكد الرسالة أن “انتهاكات الاتفاقات العسكرية ووقف إطلاق النار وتفاقم التوترات على الأرض ، تتناقض والعملية السياسية التي تحتاج، بالضرروة ، وفقا للأمين العام للأمم المتحدة، الى بيئة مواتية ومستقرة”.

من هذا المنطلق يحب على المغرب أن يتعامل من الأمر بنوع من ضبط النفس الكبير لكون المغرب على الأرض و لا يحتاج لأي دور يقوم به بخصوص هذه الإستفزازات سوى سوى مراقبتها و وتوثيقها و بالتأكيد فإن الطرف الأخير “جبهة البوليساريو”يجري دائما وراء خلق الأحداث من أجل الكوب عليها.

كما أصبح الأمر يتطلب خلق خلية تتألف من أشخاص لهم حمولة سياسية و معرفة كبيرة بقضية الصحراء تعمل على الدوام على إيقاف مثل هذا العبث الذي تقوم به جبهة البوليساريو كل مرة تارة تتخد من ملف حقوق الإنسان ذريعة و تارة قضية الكركرات، و هذه المرة منطقة “المحبس” و السنة المقبلة لسنا ندري لذا وجب التفكير في الموضوع مليا لأن المثل يقول :من ترك الحزم ذل.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة